قناة المملكة - 7/20/2024 4:47:03 PM - GMT (+2 )
أدت التظاهرات الطالبية في بنغلادش إلى أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد، وطرحت تحديا كبيرا أمام حكم رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وفق ما يقول خبراء.
في البداية، كان المطلب الوحيد للتظاهرات التي تنظّم بصورة شبه يومية منذ مطلع تموز/يوليو، إنهاء نظام الحصص في التوظيف في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة.
لكن الصرامة التي تبديها الشرطة تجاه المتظاهرين، خصوصا مع إطلاق الذخيرة الحية السبت عليهم في العاصمة دكا، دفعت بآلاف البنغلادشيين إلى المطالبة برحيل الشيخة حسينة.
تمسك الزعيمة البنغلادشية بزمام السلطة منذ 20 عاما، من بينها 15 عاما على التوالي بعد فوزها بولاية جديدة في كانون الثاني/يناير.
وهتف المتظاهرون هذا الأسبوع خلال مسيرات عدة في دكا، المدينة التي تعدّ 20 مليون نسمة وحيث أشعلت حشود غاضبة النار في العديد من المباني الحكومية الخميس، "لتسقط الدكتاتورة".
وأسفرت التظاهرات عن مقتل 115 شخصا على الأقل هذا الأسبوع، وفقا لحصيلة أعلنتها السبت مصادر شرطية وطبية.
وقال بيار براكاش، مدير مكتب آسيا في مجموعة الأزمات الدولية "التظاهرات مهمة جدا، وقد تكون التحدي الأكبر لنظام رابطة عوامي (حزب الشيخة حسينة) منذ وصوله إلى السلطة ... الوضع خطير" في البلاد.
لكن الخبير اعتبر أن الحكومة هي التي تسببت في الأزمة. وأوضح لوكالة فرانس برس "بدلا من محاولة الاستجابة لمطالب المتظاهرين، أدت تصرفات الحكومة إلى تفاقم الوضع".
وكان إطلاق النار من جانب الشرطة وراء أكثر من نصف عدد الوفيات، وفق معلومات حصلت عليها فرانس برس من مصادر طبية.
"إهانة لكرامتهم"
بدأ الطلاب يطالبون بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف وظائف القطاع العام لمجموعات محددة مقربة من السلطات.
وقلص هذا النظام المطبّق منذ العام 1992 بعد الاحتجاجات الطالبية في 2018. لكن المحكمة العليا ألغت قرار تقليصه في حزيران/يونيو الماضي، وأمرت بإعادة تخصيص 30% من الوظائف العامة لأبناء المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971.
ويندد المتظاهرون باستخدام هذه الحصص كوسيلة لمكافأة الموالين لرابطة عوامي.
ومع عجز بنغلادش عن توفير العمل لسكانها البالغ عددهم 170 مليون نسمة، صار هذا البرنامج مصدر استياء بين الخريجين الشباب الذين يواجهون أزمة توظيف.
والأسبوع الماضي، أثارت الشيخة حسينة، ابنة أول رئيس لبنغلادش ومؤسس نظام الحصص، الغضب عندما شبهت المتظاهرين بالبنغلادشيين الذين تعاونوا مع باكستان، وهي إهانة كبيرة رغم مرور أكثر من نصف قرن على الحرب.
وأكّد علي رياض، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إلينوي الأميركية لوكالة فرانس برس "الاستهزاء بهم كان إهانة لكرامتهم". وهذا يعني أيضا أن المتظاهرين "لا أهمية لهم لدى نظام غير خاضع للمساءلة".
"التعبير عن الاستياء"
منذ بداية ولايتها الثانية في العام 2009، اتهمت جماعات حقوقية الشيخة حسينة بمحاولة تقييد الديمقراطية بشكل كبير في بنغلادش.
وتُتّهم حكومة الشيخة حسينة بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة، بما في ذلك القتل خارج نطاق القضاء الذي يستهدف ناشطين في المعارضة.
وفي غياب انتخابات تنافسية حقيقية منذ أكثر من 15 عاما "لا خيار للبنغلادشيين المستائين إلا الاحتجاج في الشوارع لإسماع أصواتهم".
ونجت الشيخة حسينة من العديد من الأزمات، بما فيها تمرد للجيش وتدفق أكثر من 700 ألف لاجئ من الروهينغا من بورما المجاورة وسلسلة من الهجمات الإسلامية.
لكن هذه التظاهرات العنيفة "غير مسبوقة"، وفق ما قال المراسل السابق لمجلة "ذي إيكونومست" في بنغلادش توم فيليكس يونك.
وأوضح لوكالة فرانس برس "لطالما كان إلغاء المنافسة السياسية في بنغلادش فكرة سيئة. هذه أزمة سياسية سببها الغطرسة وعدم الكفاءة الاقتصادية".
وأضاف "قرابة 18 مليون شاب بنغلادشي عاطلون عن العمل. ومع غياب الديمقراطية منذ أكثر من عقد، بدأوا بالتعبير عن استيائهم" من خلال المغادرة أو النزول إلى الشوارع.
أ ف ب
إقرأ المزيد