رؤيا الأخباري - 10/20/2025 9:53:39 AM - GMT (+2 )

- المحرك الرئيسي: "تراكم حالة عدم اليقين" المستمرة وليس فقط الظروف الاقتصادية الكلية المواتية.
- توقعات RBC (متوسط): 4,227 دولار للأونصة في الربع الرابع 2025 و4,427 دولار في 2026.
- توقعات RBC (مرتفع): 4,963 دولار للأونصة في الربع الرابع 2025 و5,108 دولار في 2026.
- شراء البنوك المركزية: من المتوقع شراء أكثر من 850 طنًا هذا العام.
في أداء استثنائي لافت، ارتفع الذهب إلى حوالي 50 مستوى قياسي جديد هذا العام، ليصبح الأداء الأبرز في الأسواق العالمية.
ولكن هل وصلت موجة الصعود إلى نهايتها بعد هذا التحليق التاريخي؟ يرى محللو "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) أن الإجابة قد تكون بالنفي، مؤكدين أن ارتفاع الذهب ليس مجرد نتيجة لظروف اقتصادية كلية مواتية، بل يتغذى بشكل أساسي من "تراكم حالة عدم اليقين" المستمرة التي تعصف بالأسواق العالمية.
محرك الصعود: "تراكم عدم اليقين" يجادل المحللون بأن القلق المستمر هو الذي عزز جاذبية الذهب كأداة تحوط أساسية، وملاذ آمن لا غنى عنه، وأداة فعالة لتنويع المحافظ الاستثمارية.
التوتر السياسي في الولايات المتحدة: خاصة فيما يتعلق باحتمال إغلاق الحكومة الأمريكية.
الاحتكاك التجاري المتجدد: بين الولايات المتحدة والصين.
المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي: والضغوط السياسية التي قد يتعرض لها.
الضغط المالي العام: وتزايد المخاوف بشأن استقرار النظام المالي.
القلق بشأن التضخم: واستمراره عند مستويات مرتفعة.
مخاوف تخفيض قيمة العملة: في ظل ارتفاع الديون العالمية.
كل هذه العوامل مجتمعة، وفقاً لمحللي RBC بقيادة كريستوفر لوني، "ساهمت في خلق شعور مستمر بعدم اليقين" يستجيب له المستثمرون بشكل طبيعي عن طريق زيادة مخصصاتهم للذهب في محافظهم الاستثمارية.
ديناميكيات السوق والمسار التاريخي يشير فريق RBC إلى نقطة هامة وهي أن سوق الذهب أصغر نسبياً مقارنة بأسواق السندات والأسهم الضخمة.
لذلك، فإن حتى التدفقات الصغيرة والتحولات المتواضعة في المحافظ الاستثمارية العالمية بعيداً عن هذه الأصول التقليدية يمكن أن تترجم إلى كميات كبيرة يتم ضخها في سوق الذهب، مما يؤدي إلى تأثير كبير ومضاعف على الأسعار.
وعند مقارنة موجة الصعود الحالية بالموجات الكبرى السابقة، يلاحظ المحللون أن هذه الموجة، التي استمرت حوالي 700 يوم حتى الآن، لا تزال أقصر من الدورات الصعودية السابقة التي امتدت لأكثر من 1000 يوم.
وهذا يشير إلى أنه من الناحية التاريخية، فإن استمرار الارتفاع لفترة أطول ليس أمراً غير مسبوق، وأن الدورة الحالية قد لا تكون قد وصلت إلى نهايتها بعد.
توقعات أسعار متفائلة بناءً على هذه التحليلات، رفعت RBC توقعاتها لأسعار الذهب مرة أخرى.
فقد أصبح سيناريوها المتوسط (الأكثر احتمالاً) يتوقع وصول السعر إلى 4,227 دولار للأونصة في الربع الرابع من هذا العام، و4,427 دولار في عام 2026. أما السيناريو المرتفع، فيتراوح بين 4,963 دولار في الربع الرابع و5,108 دولار في العام المقبل.
واللافت أن RBC لم تعد ترى أن تجاوز حاجز 5,000 دولار أمر غير محتمل، بل تعتقد أن نطاق التداول الأكثر ترجيحاً يقع الآن بين سيناريوهاتها المتوسطة والمرتفعة المعدلة.
مراكز المستثمرين ليست متطرفة.. بعد على الرغم من الارتفاع الحاد والمستويات القياسية، يؤكد التقرير أن مراكز المستثمرين لا تبدو متطرفة أو مبالغاً فيها حتى الآن. ويتضح ذلك من خلال:
حيازات الصناديق المتداولة (ETPs): لم تصل بعد إلى مستويات قياسية من حيث إجمالي الأطنان المحتفظ بها.
مراكز الأموال المدارة: لا تزال لديها "مجال للنمو" ولم تصل إلى مستويات تشبع قصوى.
سوق الخيارات: لا يزال الاهتمام بخيارات الشراء (Call options) مرتفعاً، مما يعكس توقعات بمزيد من الصعود.
وتشير RBC إلى أن مناقشاتها مع مديري الأصول تظهر تحولاً في التفكير، حيث يجري الآن مناقشة تخصيص حصة للذهب في المحافظ الاستثمارية تتراوح بين 5-10%، بدلاً من النسبة التقليدية التي كانت تقل عن 5%، مع عدم وجود علامات تذكر على جني أرباح واسع النطاق حتى الآن.
دور البنوك المركزية الاستراتيجي تظل البنوك المركزية ركيزة أساسية لدعم سوق الذهب، حيث من المتوقع أن يشتري القطاع الرسمي أكثر من 850 طنًا هذا العام وحده.
وتؤكد RBC أن هذه المشتريات ذات طابع استراتيجي (بهدف التنويع طويل الأمد وتقليل الاعتماد على الدولار) وليست تكتيكية (تتأثر بتقلبات الأسعار قصيرة الأجل).
وهذا يضيف إلى "هيكل السماح" الأوسع للذهب كأصل احتياطي مرغوب، حيث يحتل مرتبة أعلى في ميزانيات بعض البنوك المركزية مقارنة باليورو أو سندات الخزانة في بعض الحالات.
السوق المادي: طلب ثقافي ومعروض خردة محدود على صعيد السوق المادي، من المتوقع أن تحد الأسعار المرتفعة من الطلب الاستهلاكي في الأسواق الرئيسية مثل الهند والصين من حيث حجم الأطنان المشتراة.
ومع ذلك، تعتقد RBC أن الارتباط الثقافي العميق بالذهب في هذه البلدان، إلى جانب توقعات المستهلكين بمزيد من المكاسب السعرية، سيبقي المشترين مهتمين.
وفي المقابل، من المرجح أن يكون معروض الذهب الخردة (المعاد تدويره) أقل من المتوقع، حيث يميل الحائزون على الذهب إلى تأجيل البيع في ظل توقعات استمرار الصعود.
توحيد مؤقت أم تصحيح أعمق؟ لا يستبعد محللو RBC حدوث "توحيد مؤقت" في الأسعار، يشبه فترة التوقف التي شهدتها الأسواق بين منتصف أبريل ومنتصف أغسطس.
لكنهم يؤكدون أن حدوث "تصحيح أعمق" سيتطلب تحولاً حاداً في الظروف الاقتصادية الكلية وانهياراً كبيراً في حالة عدم اليقين السائدة، وهو سيناريو لا يرونه مرجحاً في الأفق المنظور.
وكما يصف محللو RBC الوضع ببراعة: "تميل الفقاعات إلى الانفجار، لكنها أيضًا تنجح في الطفو"، وحتى الآن، يبدو الذهب لا يزال منتعشاً وقادراً على مواصلة التحليق.
إقرأ المزيد