فرحة وطنية في المغرب بعد التتويج التاريخي بلقب كأس العالم للشباب
رؤيا الأخباري -

إنجاز تاريخي.. المغرب بطلاً للعالم للشباب في كرة القدم لأول مرة

كتب المنتخب المغربي للشباب اسمه بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم العالمية، بعد تتويجه بلقب كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه المثير على نظيره الأرجنتيني، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب (6 مرات سابقة)، في المباراة النهائية التي أقيمت في العاصمة التشيلية سانتياغو مساء الأحد.

ويُعد هذا التتويج إنجازاً غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية والعربية والإفريقية على مستوى بطولات الشباب، إذ أصبح "أشبال الأطلس" أول منتخب عربي يحرز اللقب العالمي في هذه الفئة، بعد مسيرة استثنائية شهدت عروضاً كروية مبهرة ومواجهات قوية أمام مدارس كروية عريقة.

مسيرة بطولية على الأراضي التشيلية

بدأت رحلة المجد المغربي منذ دور المجموعات، حيث تصدر المنتخب مجموعته بعد أداء لافت أمام منتخبات من العيار الثقيل.

فقد تمكن من التغلب على منتخب إسبانيا بنتيجة 2-1، قبل أن يحقق انتصاراً ثميناً على البرازيل، أحد أبرز المرشحين للقب، بنتيجة 1-0، في مباراة أظهرت فيها العناصر المغربية روحاً قتالية عالية وانضباطاً تكتيكياً مميزاً.

وفي الدور ربع النهائي، واصل "أشبال الأطلس" تألقهم وأقصوا المنتخب الإنجليزي بركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

أما في نصف النهائي، فكانت المفاجأة الأكبر عندما أطاح المغرب بالمنتخب الفرنسي بهدفين دون رد، ليضرب موعداً تاريخياً مع العملاق الأرجنتيني في النهائي الكبير.

وفي المباراة النهائية، قدم المنتخب المغربي أداءً بطولياً واستثنائياً، حيث تمكن من حسم اللقاء بنتيجة 2-1 بعد ملحمة كروية امتدت حتى الدقائق الأخيرة.

وأحرز الهدفين المغربيين اللاعبان أيوب الخالدي وسفيان بن حمو، فيما اكتفى المنتخب الأرجنتيني بتسجيل هدف وحيد في الدقيقة 83 لم يشفع له للعودة إلى المباراة.

فرحة ملكية وشعبية عارمة

عقب إطلاق صافرة النهاية، عمت الفرحة أرجاء المغرب، من الرباط إلى الدار البيضاء، مروراً بمراكش وطنجة، حيث خرجت الجماهير إلى الشوارع للاحتفال بالإنجاز التاريخي.

ورفرفت الأعلام المغربية في مختلف المدن، بينما علت أصوات الهتافات والأغاني الوطنية التي عبرت عن الفخر والانتماء.

وفي أول تعليق رسمي، أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز العالمي، مشيداً بالأداء البطولي لأشبال الأطلس ومسيرتهم المشرّفة في البطولة.

وقال الملك في برقية تهنئة وجهها لأعضاء المنتخب: "تابعت بسعادة غامرة وفخر عميق المسيرة البطولية التي قادتكم إلى التتويج بكأس العالم، في إنجاز غير مسبوق سيظل محفوراً في ذاكرة الرياضة المغربية".

وأضاف جلالته أن هذا الانتصار يعكس ثمار العمل المتواصل في تطوير كرة القدم الوطنية، ويؤكد المكانة المتصاعدة للمغرب في الساحة الكروية الدولية.


جيل جديد من الأبطال ومستقبل مشرق للكرة المغربية

يأتي هذا اللقب العالمي تتويجاً لسنوات من الاستثمار في البنية التحتية الرياضية بالمغرب، وعلى رأسها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي ساهمت بشكل مباشر في تكوين عدد من نجوم المنتخب الحالي.

ويرى مراقبون أن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول حقيقية في مسار الكرة المغربية، ويؤسس لجيل جديد من اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب الأول في الاستحقاقات المقبلة.

وقال المدرب المغربي ناصر لعرابي، في تصريحات عقب اللقاء، إن هذا اللقب لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة عمل جماعي متكامل امتد لسنوات، شاكراً الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على دعمها المتواصل.

وأضاف: "هؤلاء الشباب هم مستقبل الكرة المغربية، وسنرى أسماءهم قريباً في أكبر الأندية الأوروبية".

حلم الكبار يبدأ من هنا

وبينما احتفل اللاعبون والجماهير في المدرجات وعلى الشاشات، لم يخفِ كثير من المشجعين طموحهم الكبير بأن يكون هذا التتويج بداية لحلم أكبر يتمثل في فوز منتخب المغرب بكأس العالم للكبار مستقبلاً.

وقال المشجع المغربي محمد البدوي (38 عاماً): "إن شاء الله، سنفوز بكأس العالم للكبار عام 2030، لأن هذا الجيل هو الأمل".

بهذا الإنجاز، يثبت المنتخب المغربي للشباب أن كرة القدم العربية قادرة على مقارعة الكبار، وأن العمل المنظم والرؤية بعيدة المدى يمكن أن تثمر عن نتائج استثنائية ترفع اسم العرب عالياً في المحافل الدولية.



إقرأ المزيد