1

نشر :  

• المحاسنة: التجربة ليست مجرد خطوة عادية، بل هي جزء من جهود بحثية مستمرة لتعزيز الابتكار، واستكشاف محاصيل جديدة قادرة على التكيف مع مناخنا.
• سوالمة: تجربة القطن نُفذت على مساحات تجريبية صغيرة، بهدف تقييم الأداء ومتابعة مراحل النمو. وأظهرت النتائج الميدانية تكيفاً "جيداً جداً" للنبات مع الظروف المحلية.

في وقت يتجه فيه العالم، والأردن خصوصاً، نحو الابتكار الزراعي والاستدامة، تبرز تجربة فريدة من نوعها في محافظة جرش قد تعيد إحياء محصول استراتيجي غاب طويلاً. فهل يمكن أن نشهد عودة زراعة القطن، أو "الذهب الأبيض"، في المنطقة؟ مديرية زراعة جرش تقول "نعم"، والنتائج الأولية تبدو واعدة جداً.

وأعلنت مديرية زراعة جرش، اليوم الاثنين، عن نجاح تجربة بحثية أولية ومثيرة لزراعة القطن، والتي نُفذت في رحاب مشتل فيصل الزراعي. الهدف من هذه المغامرة الزراعية هو دراسة مدى ملاءمة الظروف البيئية في جرش لهذا المحصول الهام، والذي يمكن أن يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة.

وأكدت مديرة زراعة جرش، الدكتورة علا المحاسنة، أن هذه التجربة ليست مجرد خطوة عادية، بل هي جزء من جهود بحثية مستمرة لتعزيز الابتكار، واستكشاف محاصيل جديدة قادرة على التكيف مع مناخنا المحلي. والخبر السار؟ أظهرت النتائج الأولية نسبة إنبات مرتفعة، ونمواً مميزاً للنباتات، ما يُعد نجاحاً كبيراً للمرحلة الأولى.

ليست مجرد زراعة قطن! لكن الابتكار في مشتل فيصل لا يتوقف عند القطن. كشف المهندس بهجت سوالمة، رئيس قسم المشتل، عن تفاصيل أخرى مثيرة حول ما يجعل هذا المكان "مختبراً زراعياً" حقيقياً.
و أوضح المهندس سوالمة أن تجربة القطن نُفذت على مساحات تجريبية صغيرة، بهدف تقييم الأداء ومتابعة مراحل النمو. وأظهرت النتائج الميدانية تكيفاً "جيداً جداً" للنبات مع الظروف المحلية، واستجابة إيجابية لعمليات الري والتسميد.

ويتابع الفريق الآن التجربة عن كثب لتقييم جودة الألياف، ومردود الإنتاج. وبناءً على ذلك، سيتم رفع توصيات فنية حول إمكانية التوسع في زراعة "الذهب الأبيض" مستقبلاً في المناطق المناسبة من المحافظة.
و يُعد مشتل فيصل الزراعي بمثابة محطة بحثية متقدمة، حيث يُطبق فيه أحدث التقنيات. ولعل أبرزها هو تطبيق تقنية "التف البركاني" في الزراعة بدون تربة بالنظام المغلق.

هي تقنية مبتكرة، تعتمد على التف البركاني كوسط نمو طبيعي بدلاً من التربة التقليدية.

يتميز هذا الوسط بقدرته العالية على الاحتفاظ بالرطوبة، وتوفير تهوية مثالية للجذور.

وتساهم هذه الطريقة في رفع كفاءة استخدام المياه والأسمدة بشكل كبير، وهو ما يُعزز مفهوم الاستدامة الزراعية الذي نبحث عنه جميعاً في مواجهة التحديات المناخية.